كنائس المملكة تحيي جناز المسيح

كنائس المملكة تحيي جناز المسيح

عمان - مادبا - هشام عزيزات - استعاد المسيحيون الاردنيون امس حلقة اساسية من مسيرة رسول المحبة والسلام السيد المسيح عليه السلام باحياء جناز المسيح باعتباره اهم مرحلة من الصوم الاربعيني وذروة الاحتفالات الكنائسية بعيد الفصح المجيد الذي يصادف غدا الاحد.
وام المؤمنون المسيحيون بهذه المناسبة مختلف كنائس المملكة لحضور قداس جناز المسيح الذي تراسه رؤساء الطوائف المسيحية التي تسير على الحساب الشرقي والغربي بحضور لافت للمحتفلين وسط اجواء ايمانية ودقات حزينة لاجراس الكنائس منذ الصباح.
ففي مادبا شهدت كنائس الروم الكاثوليك وكنيسة قطع راس يوحنا المعمدان لللاتين وكنيسة الخارطة للروم الارثوذكس حضورا لافتا للمؤمنين اقيمت فيها قداديس كنائسية لجناز المسيح ترأسها رعاة الطوائف المسيحية ولفيف من الكهنة والراهبات.
وقال رئيس طائفة الروم الكاثوليك الاب معين الحلو الى «الراي» ان جناز المسيح يعد حلقة من سلسلة تاريخ الخلاص البشري منوها الي ان موت المسيح , حسب المفهوم المسيحي , جاء فداء للبشرية فهو اي رسول المحبة والسلام قدم ذاته في سبيل احبائه من ابناء البشر.
واوضح «ان فهمنا لهذه المناسبة واستذكار الحادث في التاريخ البشري يعمق من مشاعرنا الوطنية والانسانية».
واكد «ان المعاني العميقة لهذه المناسبة الدينية تشير الى اننا محكومون للانتماء للانسانية والبشرية والهوية الوطنية واننا نعمل للتضامن مع شعبنا بفرحه وحزنه واماله واننا نصلي دائما بكل خشوع وايمان ان يوفق قيادتنا الهاشمية في مسعاها لتحقيق الخير للوطن والسلام للمنطقة والعالم».
ولفت رئيس طائفة اللاتين في مادبا الاب يعقوب رفيدي في تصريحه الى «الراي» ان الاحتفال واحياء جناز المسيح يعني موت الخطيئة والغرائز الشريرة فينا وقيامة روح المحبة وروح الانتماء للوطن ومحبتنا لبعضنا البعض.
وقال ان هذه الايام المقدسة تدعونا الى ان نصلي لكي يحمي العلي القدير ملكنا وشعبنا ويوفق حكومتنا في سعيها لتحقيق الخير والعدل والمساواة لكل ابناء الوطن وبسط النموذج الاردني في التسامح والعيش المشترك.
اما على الصعيد الشعبي فقد اكد عضوالمجلس الاستشاري لمحافظة مادبا المحامي اكثم حدادين ان عيد الفصح المجيد بكل المعاني السامية التي يحملها من المحبة والتضحية والفداء مدعاة لمزيد من اللحمة الوطنية والتالف الاسلامي المسيحي الذي نسجته القيادة الهاشمية وعميد ال البيت جلالة الملك عبدالله الثاني .
وتمنت الناشطة في العمل النسائي تريز حدادين ان تكون مناسبة الاحتفالات بعيد الفصح المجيد ومعاني المناسبة الدينية والاجتماعية فرصة لمزيد من الحس الانساني نحو الفقراء والمهمشين والضعفاء والمظلومين وفي مقدمتهم اهلنا في غزة وبقية فلسطين والعراق.
وكان لافتا ان طقوس جناز السيد المسيح عليه السلام قد رافقها حضور لافت لافواج من السياح من مختلف الجنسيات و في سياق حراك سياحي تشهده مادبا وما الى جوارها منذ اشهر ما اكد على اهمية هذة المدينة عالميا وتدلل على اهمية ما يتوفر فيها من مواقع سياحية ودينية. ومن ابرز مراحل جناز المسيح استعادة ما يسمى وبحسب الموروث الديني المسيحي صلب السيد المسيح وتعليقه على خشبة.
وبعد الجناز اقيمت المسيرة التقليدية خارج اسوار الكنيسة حيث يحملون النعش المغطى بالزهور والشموع, وتقدم المسيرة فرقة كشافة وقرع جرس الحزن وفي نهاية الجناز وزع الكهنة الورود من النعش للذكرى.