القدس المحتلة: سلوان تقاوم هدم منازلها وتقدم للاحتلال مخططا هيكليا بديلا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حي سلوان في القدس كما ظهر امس، حيث قدم سكان في حي البستان مخططا هيكليا للحي في مسعى لمنع مخطط الاحتلال هدم مئات المنازل لانشاء متنزه اثري كما يزعم - (ا ف ب)

يوسف الشايب
رام الله - احتجت السلطة الفلسطينية أمس على نية
إسرائيل استئناف الاستيطان في القدس المحتلة، بينما أعلن أهالي حي البستان
في بلدة سلوان أمس أنهم تقدموا بمخطط هيكلي بديل لبلدية الاحتلال في القدس
بعدما أجلت مخططا بهدم نحو 88 منزلا في الحي، لبناء متنزه أثري.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لـ"الغد"، إن إسرائيل
تمعن في إجراءاتها الأحادية المخالفة لكل الاتفاقات وقرارات الشرعية
الدولية، لفرض حقائق على الأرض، وتقويض عملية السلام.
وطالب عريقات الولايات المتحدة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية وضع
حد للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، مجدداً رفض السلطة الفلسطينية لمقترحات
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتعلقة بدولة فلسطينية ذات
حدود مؤقتة.
من جهته، قال عدنان غيث عن أهالي حي البستان في مؤتمر صحافي في خيمة
الاعتصام في سلوان دعت إليه جمعية عير عميم الإسرائيلية (مدينة لكل
الشعوب) غير الحكومية، ولجنة الحي "تقدمنا بخطة هيكلية بديلة لبلدية القدس
لنحمي أطفالنا وبيوتنا".
وأضاف أن "نير بركات رئيس البلدية لا يفكر بمئات الأطفال الذين سيشردهم
مخططه من الحي من أجل حديقة يهدف منها بالأساس تهويد الحي والمدينة".
من جهته قال يوسف جبارين رئيس فريق المهندسين في المؤتمر "هذه أول مرة
يقدم تخطيط بديل من قبل السكان العرب لبلدية القدس، يأخذ في الاعتبار
مصالحهم ومشاركة كاملة لتقرير مصيرهم في الحي والحفاظ على إرثهم من عين
الماء ومبنى من العهد العثماني".
وبعد أن أشار إلى أن "الناس (موجودون) هنا قبل بلدية القدس"، قال إن
بلدية القدس "اعتادت أن تتعامل مع الفلسطينيين منذ 1967 بشكل فوقي سواء
بمصادرة الأرض أو بوضع المخططات أو هدم البيوت". وأضاف "سمينا هذا المخطط
بمخطط أهالي حي البستان أو المخطط البديل" بينما أطلقت عليه بلدية القدس
"حديقة الملك داوود".
وشدد على "حق السكان في المشاركة في التخطيط ومراعاة مصالحهم مثلما يجري في الغرب".
وأكد جبارين أن هناك 17 ألف مبنى في مدينة القدس غير معترف بها من قبل
البلدية يسكن فيها حوالي مئتي ألف فلسطيني، مشددا على ضرورة "إعداد مخططات
بديلة وجريئة".
وكشف جبارين مخططا لبلدية القدس يرمي إلى هدم حي البستان ووادي حلوه بأكمله. كما أظهر خريطة كبيرة حصل عليها من البلدية.
وقال إن "هذا المخطط يهدف إلى إقامة حزام أخضر حول البلدة القديمة،
والخطة لا تقتصر على حي البستان أو وادي حلوة في سلوان فقط، بل حي الشيخ
جراح ومناطق أخرى في القدس".
وأكد جبارين أن "هذا الحزام جغرافي سياسي وذلك بعد أن يتم السيطرة على البلدة القديمة وتهويدها".
وكان رئيس بلدية القدس نير بركات يعتزم الإعلان مطلع آذار (مارس) عن
مشروع المتنزه الذي اطلق عليه اسم "حديقة الملك" في منطقة البستان في حي
سلوان الفلسطيني.
ويتطلب تنفيذ هذا المشروع عشرات المنازل الفلسطينية، إلا أنه رضخ
للضغوط التي مارسها عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي
طلب تأجيل الإعلان عن خطط بناء المتنزه لإتاحة مزيد من الوقت للتوصل إلى
اتفاق مع السكان للحيلولة دون إثارة احتجاجات دولية.
وشدد عريقات على رفض السلطة لتصريحات رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير
بركات، حول استئناف البناء الاستيطاني في القدس، واعتبرها دليل عدم وجود
رغبة إسرائيلية باستئناف المفاوضات، لتقويض الجهود الأميركية الساعية
لاستئنافها.
وكان رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، أعلن أن عمليات البناء
في القدس سوف تستأنف على قدم وساق قريبا بعد ما شهدت تباطؤاً خلال الفترة
الماضية.
وحسب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الإنترنت، أمس، فإن
أقوال بركات عن البناء الاستيطاني تتزامن مع جهود الإدارة الأميركية لبدء
المفاوضات، وبعد كل المحاولات لكسر الجمود ودفع الحكومة الإسرائيلية إلى
الإعلان عن استعدادها لتجميد الاستيطان في القدس الشرقية، خصوصا ما أثير
في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رد نتنياهو الذي جاء "بنعم ولكن".
وعبر بركات للصحافيين خلال وجوده في واشنطن أول من امس عن تحد لواشنطن،
قائلا: إذا اعتقدت الإدارة الأميركية أن ضغطها سوف يؤدي إلى تجميد البناء
في القدس فهي واهمة، ذلك أن البناء في القدس لن يتوقف ولا يستطيع أحد أن
يمنعنا من الحفاظ على مصالحنا والحفاظ على عاصمة إسرائيل، وسوف نباشر
البناء قريبا في أحياء المدينة بما فيها القدس الشرقية، وسنتجاوز حالة
التباطؤ التي شهدتها عمليات البناء خلال الفترة الماضية.
وأضاف الموقع، أن مسؤولين أميركيين هاجموا تصريحات بركات وقدموا
احتجاجا لوزير الحرب إيهود باراك على هذه التصريحات، والتي اعتبروها
محاولة للتأثير على محاولات الإدارة الأميركية للبدء في المفاوضات.
وأشار الموقع إلى أن بركات أكد أيضا رفضه التام لوجود سلطة فلسطينية
على أي جزء من القدس، واعتبر ذلك بمثابة إدخال "حصان طروادة" إلى قلب
عاصمة اليهود، على حد زعمه.
من جهته، أكد الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين أن القدس
مدينة محتلة كسائر المدن الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، وهي مدينة
عربية منذ آلاف السنين والعاصمة الأبدية السياسية والوطنية والدينية
والروحية للدولة الفلسطينية. وأضاف أن قرار ضم مدينة القدس العربية
المحتلة هو قرار باطل ومرفوض وفقاً للقوانين والقرارات الدولية، وأن ما
يقوم به الاحتلال من تحريف لتاريخها وتغيير لمشهدها التاريخي والأثري
والثقافي هو جريمة أخرى ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد القيم
والأعراف القانونية والإنسانية.

مشكورة على الخبر عطر الكون

مشكورة على الخبر
تقبلي مروري

مشكورة على الخبر
لا عدمناك